الأم
ذلك الكائن الجميل اللطيف ساعة الطمأنينة
والقوي الكاسر حين يدنوا من فلذة كبدها الضرر.. الأم جنة الله على الأرض ويده
الحنونة وصدره الآمن.
لا
ننصفها بشيء وإن أمددناها ببحور من دماءنا
ولن نقدر على رد جميلها ولو سفكنا أيام العمر
ثمن رضاءها.
إنها الأم, وهل نعي فعلا ما معنى كلمة أم..
أليست هي اختصار لكل معاني الخير التي يلقاها
المرء في حياته..
أليست
هي الكائن الذي أتمنه الخالق على حياتك ومن زرع فيها من اللطف والحنان والمرونة
الظاهرة والباطنة ما يتناسب مع الرسالة التي حُمّلت بها.
نعم..
أنها
باختصار جنة الله على الأرض ووصيته لعباده حيث قال عز من قائل: ((وَوَصَّيْنَا
الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي
عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" لقمان:14 ))
وقال
أيضا: (( (وَوَصَّيْنَا
الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا
وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا) (الأحقاف: 15)
ومن
أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا
رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟
قال: «أبوك».
ويروي
البزار أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها, فسأل النبي صلى الله عليه واله وسلم
هل أديت حقها؟ قال: «لا, ولا بزفرة واحدة» ! .. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.
وبر
الأم يعني: إحسان عشرتها, وتوقيرها, وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية, وإلتماس
رضاها في كل أمر, حتى الجهاد, إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها, فإن برها ضرب
من الجهاد.
ومن
الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك, فقال: «هل لك من
أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها».
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي
واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف
أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائما حتى استيقظت.
وهذا ابن عون أحد التابعين نادته أمه فرفع صوته فندم على هذا الفعل
وأعتق رقبتين .
.اللهم أجعلنا ممن بستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأجعلنا اللهم بارين مبرورين
واغفر لنا ماتقدم من ذنوبنا وما تأخر بفضلك وكرمك يا ذا الجود والكرم والإحسان.. آمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق